"*" indicates required fields

إرسال

This field is for validation purposes and should be left unchanged.

عند الاشتراك، فإنك توافق على سياسة الخصوصية المعتمدة لدينا.

Subscription Settings
Analysis

روسيا ترى”واقعيةً” سعودية جديدة ظاهرة في قمة موسكو

“في القمة الأخيرة التي انعقدت بين الملك السعودي سلمان بن عبد العزيز والرئيس الروسي فلاديمير بوتين في موسكو، وقّع الزعيمان اتفاقيات قد تبشّر بعصر جديد من التعاون السعودي-الروسي. وفي ظلّ تحفظات المملكة العربية السعودية إزاء روسيا بسبب تعاون موسكو مع إيران لدعم نظام الرئيس بشار الأسد ضد معارضيه المدعومين من السعودية، يرى المعلّقون الروس رغبة...

مارك ن. كاتز

1 دقائق قراءة

Russian President Vladimir Putin, right, and Saudi Arabian King Salman bin Abdulaziz meet for talks at the Kremlin in Moscow, Russia, Oct. 5. (Alexei Nikolsky via AP)

“في القمة الأخيرة التي انعقدت بين الملك السعودي سلمان بن عبد العزيز والرئيس الروسي فلاديمير بوتين في موسكو، وقّع الزعيمان اتفاقيات قد تبشّر بعصر جديد من التعاون السعودي-الروسي. وفي ظلّ تحفظات المملكة العربية السعودية إزاء روسيا بسبب تعاون موسكو مع إيران لدعم نظام الرئيس بشار الأسد ضد معارضيه المدعومين من السعودية، يرى المعلّقون الروس رغبة الملك سلمان في التعاون مع موسكو في الوقت الحاضر كدليل على أنّ الرياض قد توصلت إلى قبول واقع أنّ الأسد يفوز في الحرب في سوريا، كما باتت تعترف بأهمية روسيا المتزايدة في الشرق الأوسط. غير أن الخلافات المستمرة بين المملكة العربية السعودية وروسيا قد تعرقل تحقيق الأهداف الطموحة المحدّدة في مختلف مذكرات التفاهم التي وقّعها البلدان في موسكو.

ومن ضمن الاتفاقيات التي تم توقيعها خلال القمة، دعت بعضها إلى تعزيز التعاون العسكري، بما في ذلك اتفاق سعودي لشراء صواريخ روسية من طراز إس 400 للدفاع الجوي (بحيث لا تملك إيران سوى الطراز القديم إس 300)، بالإضافة إلى نقل التكنولوجيا الروسية إلى المملكة لإنتاج منظومات أسلحة روسية عدّة محليًا، بما في ذلك صواريخ “”كورنيت”” الموجهة المضادة للدبابات، وراجمة الصواريخ المتقدّمة TOS-1A وراجمة القنابل الاتوماتيكية AGS-30 وبنادق كلاشنكوف الهجومية وذخائرها. وفي المجال الاقتصادي، وافقت المملكة العربية السعودية على استثمار مليار دولار في مشاريع الطاقة الروسية في حين ستبني روسيا في المملكة مصنعًا للبتروكيماويات بقيمة 1.1 مليار دولار. كما اتفقت موسكو والرياض على تمديد اتفاقية إنتاج النفط بين منظمة “”أوبك”” وبعض منتجي النفط من خارج منظمة الأوبك (التي تحد من الإنتاج من أجل رفع أسعار النفط) من آذار/مارس 2018 وحتى نهاية العام.

ومن اللافت أن هذه الاتفاقيات السعودية-الروسية تأتي في وقت تتفوق فيه موسكو وحلفاؤها في سوريا (أي نظام الأسد و””حزب الله”” وإيران) على خصوم النظام المدعومين من السعودية، فضلا عن تنظيم “”الدولة الإسلامية في العراق والشام””. ومن المنظور الروسي، يشير استعداد السعودية لعقد الصفقات مع موسكو في ظل هذه الظروف على “”واقعية”” سعودية جديدة، إذ لا ترى أمامها خيارًا سوى العمل مع موسكو، وخصوصًا مع التراجع الملحوظ لنفوذ الولايات المتحدة في الشرق الأوسط. وفي هذا الإطار، يأتي جزء من هذه الواقعية الجديدة وفقًا لما ذكرته المحللة الروسية المخضرمة في شؤون الشرق الأوسط، إيرينا سوبونينا، أن الرياض في الوقت الحاضر “”تدرك أنه لا يمكن فصل روسيا عن إيران””.

ولكن في حين أن الرياض تدرك تمامًا تلاحم موسكو وطهران، إنّ التصريحات الروسية التي تفيد بأن موسكو أصبحت الآن قوةً صاعدة في الساحة الشرق أوسطية جعلت المملكة العربية السعودية تتطلّع إلى الدور الذي ستؤديه روسيا كقوة عظمى بغية الحفاظ على التوازن في المنطقة. وفي هذا الإطار، شجّع الدبلوماسيون الروس على هذا الاعتقاد من خلال القول لنظرائهم السعوديين (والإسرائيليين) بأنهم إذا كانوا يشعرون بالقلق إزاء الوجود الإيراني في سوريا، فسيكون من الأفضل لهم أن تتواجد القوات الروسية في الشرق الأوسط لإبقاء الإيرانيين تحت السيطرة.

ولكن هل يمكن لروسيا فعلاً أن تبقي إيران تحت السيطرة؟ إن الحادث الذي وقع مؤخرًا قد يدل على عكس ذلك. فعلى الرغم من أن شركة النفط الروسية العملاقة “”روسنفت”” وافقت على استثمار 4 مليارات دولار في إقليم كردستان العراق، إنّ التعاون الإيراني-التركي لعزل المنطقة بعد الاستفتاء الأخير للحصول على الاستقلال يهدد بوقف صادرات النفط، وبالتالي يعطّل استثمارات روسيا في المنطقة. وبعبارة أخرى، قد يكون التعاون الإيراني-التركي المتضافر قادرًا على إحباط طموحات النفط الروسية في منطقةٍ مُتنازَع عليها. ولم يتّضح بعد كيف ستؤول إليه الأمور، ولكن هذا الحدث لم يعزز سمعة روسيا كقوة عظمى قادرة على ممارسة نفوذ حاسم.

وخلافًا لما هو الحال في العراق، تمتلك روسيا قوات عسكرية على الأراضي السورية. إلّا أنّ مساعي موسكو لإنهاء النزاع السوري من خلال إنشاء مناطق آمنة يجري تقويضها من قبل نظام الأسد (ربما بمساعدة إيرانية)، الذي يهاجم القوات المعارضة داخلها. وهنا أيضًا، يبدو أنّ روسيا غير راغبة أو غير قادرة على ممارسة دورها كقوة عظمى الذي يحافظ في هذه الحالة على التوازن بين القوى المتعارضة.

وكما لاحظ الكثير من المحللين، فإن الإعلان عن الاتفاق السعودي لشراء صواريخ روسية من طراز إس 400 جاء مباشرةً قبل الإعلان عن موافقة واشنطن على شراء السعودية لمنظومة الدفاع الجوي الصاروخي “”ثاد”” المضادة للصواريخ البالستية. وبعبارة أخرى، قد لا تكون زيارة الملك سلمان لموسكو ترمي إلى تعزيز التعاون السعودي مع روسيا، بقدر ما هي ترمي إلى تحفيز واشنطن على التحرّك كي لا تخسر صادرات الأسلحة وفرص الاستثمار في المملكة.

ومع ذلك، من غير المرجح أن تفسخ الرياض أيًا من صفقاتها الجديدة مع موسكو فور الحصول على ما تريده من واشنطن. إذ من المهم للرياض أن تقدم شيئًا لروسيا كوسيلة لحثها على حجب الدعم للسياسات الإيرانية التي تعتبرها المملكة معادية، حتى ولو كانت الولايات المتحدة تفعل كل ما تريده الرياض، وهو أمر غير محتمل. وفي حين يصعب على روسيا أن تحل محل الولايات المتحدة باعتبارها القوة الخارجية الأهم في الشرق الأوسط، بات دور موسكو مهمًا بما فيه الكفاية بالنسبة للرياض لتتنافس مع خصومها الإقليميين من أجل التأثير على السياسة الروسية.”

الآراء الواردة في هذا المحتوى تعبّر عن وجهات نظر الكاتب/ة أو المتحدث/ة، ولا تعكس بالضرورة آراء معهد دول الخليج العربية أو موظفيه أو مجلس إدارته.

مارك ن. كاتز

زميلٌ غير مقيمٍ

التحليلات

الرئيس اليمني يدعو لتوثيق العلاقات مع روسيا

“في 13 تموز/يوليو، قلّد الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي الدبلوماسي المخضرم أحمد سالم الوحيشي منصب سفير اليمن لدى روسيا، الذي كان شاغرًا منذ العام 2011. حاولت حكومة عبدربه منصور هادي أن تملأ هذا المنصب الشاغر منذ أكثر من عام، إلا أن كافة محاولاتها قد باءت بالفشل. وتكشف النقاشات التي أجريت مع مصادر يمنية النقاب عن...

مارك ن. كاتز

1 دقائق قراءة

هل باستطاعة موسكو أن تكون وسيطًا فعالًا في الشرق الأوسط؟

“تتطلّع موسكو بشكل متزايد إلى الاضطلاع بدور الوسيط في الشرق الأوسط، ولكن ما جديّة هذا الأمر؟ فلطالما تحاول روسيا، بالتعاون مع تركيا وإيران، أن تؤدي دور الوسيط بين نظام الرئيس السوري بشار الأسد وبعض أعدائه في المفاوضات التي تجري في العاصمة الكازاخية أستانة وفي جنيف. كما تفيد بعض المصادر بأن موسكو لم تتطوّع فقط للتوسط...

مارك ن. كاتز

1 دقائق قراءة

السياسة الروسية تجاه ليبيا: العامل المصري

“هناك اهتمام إعلامي يتنامى بشأن التدخل الروسي في ليبيا، نتيجة لتقرير رويترز المنشور في 14 مارس/آذار والذي يقول بأن موسكو “تبدو أنها نشرت قوات خاصة في قاعدة جوية بغرب مصر، بالقرب من الحدود مع ليبيا.” هذه القوات، والتي ورد في التقرير ذكرها، تتكون من 22 وحدة بشرية، انتشرت لدعم الجنرال خليفة حفتر، والذي يسيطر على...

مارك ن. كاتز

1 دقائق قراءة

الروابط الروسية الإقليمية تتوسّع على حساب السعودية

“حاولت الدبلوماسية السعودية على مدى السنوات أن تدفع موسكو إلى التخلي عن دعمها لنظام الرئيس بشار الأسد في سوريا، ولإيران، من خلال الإصرار على إمكانية تعزيز الروابط الاقتصادية بين المملكة ومجلس التعاون لدول الخليج من جهة وروسيا من جهة أخرى. وقد أفصح وزير الخارجية السعودي عادل بن أحمد الجبير مؤخرًا عن تطلُّع الرياض إلى قبول...

مارك ن. كاتز

1 دقائق قراءة

الروابط الروسية الإقليمية تتوسّع على حساب السعودية
عرض الكل